صيام يوم عاشوراء

صيام يوم عاشوراء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. وبعد ..
فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحة : (أفضل الصوم بعد رمضان شهر الله المحرم ) وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال : (يكفر السنة الماضية) رواه مسلم . ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فقال : (ما هذا اليوم الذي تصومونه) قالوا هذا يوم عظيم نجا الله فيه موسى وقومه وأغرق فيه فرعون وقومه فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه قال صلى الله عليه وسلم نحن أحق بموسى منكم) فصــــامه وأمــــــر بصيامه ، وقال : (لأن بقيت إلى قابل لاصومن التاسع) أي مع العاشر. وقد صح عن ابن عباس أنه قال صموا التاسع والعاشروخالفوا اليهود).
فينبقي للمسلم أن يصوم الأيام الثلاثة اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر ليحصل على فوائد متعددة :-
• الاولى : أنه يكتب له أجر صيام الشهر كله لأن الحسنة بعشر أمثالها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاث أيام من كل شهر ويأمر بها .
• الثانية : أن صوم هذا الشهر أفضل الصوم بعد رمضان كما نص عليه الحديث المتقدم .
• الثالثة : مخالفة اليهود بصوم التاسع والحادي عشر مع العاشر .
• الرابعة : الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد صامه وامر بصيامه ، رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس .
• الخامسة : أنه يكفر ذنوب سنةٍ كاملة والمراد بها الصغائر بشرط اجتناب الكبائر .
والصوم من حيث هو أجره غير محصور وغير محدود ،قال صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف قال تعلى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به) متفق عليه وذلك لأن الصيام من الصـبــر
وقد قال الله تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر:10)، والصوم في الشتاء غنيـمـة
باردة كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحمد من حديث عامر بن مسعود رضي الله عنهما فهو نهار قصير بارد وأجر بلا تعب ، كما أن الصوم في الصيف من أفضل الأعمال .
وفي الصحيحين عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال ما رأيت رسول اللهصلى الله عليه وسلم صام يوماً يتحرى فضله عن الأيام إلا هذا اليوم يعني يوم عاشوراء ،ويوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمه وصومه لفضله كان معروفاً بين الأنبياء عليهم السلام ،وقد صامه موسى عليه السلام وقد كان أهل
الكتاب يصومونه ، وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه. وكان للنبي صلى الله عليه وسلم في صيامه أربع حالات:
• الأولى : أنه يصومه بمكه ولا يأمر الناس بالصوم ففي الصحيحين عن عائشة ــ رضي الله عنهما ــ قالت كان عاشوراء يوم تصومه قريش في الجاهلية ،وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه فترك صوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء أفطره .
• الثانية : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة رأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به فصامه وأمر الناس بصيامه وحث عليه حتى كانوا يصومونه أطفالهم ،كما في الصحيحين عن ابن عباس وغيره .
• الثالثة : أنه لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة بصيام عاشوراء وتأكيده فيه،وقد سبق حديث عائشة في ذلك وأكثر العلماء على استحباب صيامه من غير تأكيد .
• الرابعة : أن النبي صلى الله عليه وسلم عزم في آخر حياته على أن لا يصومه مفرداً بل يضم إليه يوماً آخر مخالفة لأهل الكتاب في صيامه .(قال بن القيم ـ رحمه الله ـ فمراتب صومه ثلاثة :أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم . وكان طائفة من السلف يصومون يوم عاشوراء في السفر منهم ابن عباس وقالوا رمضان له عدة من أيام أخر وعاشوراء يفوت .. ثم قال رحمه الله ومن فضائله أنه يوم تاب الله فيه على قوم ويتوب فيه على آخرين كما في الحديث الذي أخرجه الترمذي عن علي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه حث على تجديد التوبة النصوح إلى الله في يوم عاشوراء ورجاء قبول التوبة فمن تاب فيه إلى الله عز وجل من ذنوبه تاب الله عليه ) .
(جمعها الفقير إلا الله عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله) بتصرف

أخي الكريم : ساهم معنا في نسخ وتوزيع هذه الموضوع لوجه الله تعالى بعد الاستفادة منها

مشكووووووور على الموضوع المفيد
هع هع
تحياتي Cool

مشكور على المرور

موضوع جميل ومفيد
جزاك الله ألف خير

و إياك
يالمارد

وتسلم ع المروووور الطيب